معهد المنار الجامعي

مدونة تعنى بمادة علم التربية ( التربية المختصة – مرحلة TS ) / إعداد الأستاذ هيثم شعيب

الأهداف التعليمية

تعتبر الأهداف التعليمية الركن الأساسي الذي تقوم عليه العملية التربوية لأن وظيفة التربية هي إحداث أنماط سلوكية مرغوبة لدى التلاميذ و ما يحدد هذه الأنماط السلوكية المرغوبة هو الهدف التعليمي.
إنه وعلى ضوء بلورة الأهداف التعليمية يصبح من الممكن بناء المناهج الدراسية واختيار اساليب التدريس وتحديد وسائل التقييم التربوي ويرى بعضهم أن الأهداف بالنسبة لأي منهج دراسي هي بمثابة ملخص لمحتوى المنهاج نفسه، كما يمكن النظر الى محتوى المنهج كوسط تطرح من خلالة الأهداف.
والسؤال الذي يطرح نفسه علينا الآن هو من أين تشتق هذه الأهداف ؟
والجواب المباشر هو من الفلسفة التربوية التي يتم إعتمادها والتي تحدد الهرم القيمي للأجيال ومواصفات الشخصية المطلوبة، إن أي فلسفة تربوية تعتمد في اي بلد لابد أن تأخذ بعين الإعتبار بعدين هامين عند وضعها موضع التطبيق، وأول هذين البعدين يتعلق بتطور المعارف في حقول التخصص المختلفة وثانيهما يتعلق بالظروف الطبيعية والسياسية والتاريخية التي يجد أفراد المجتمع إنهم يتأثرون بها ، كما لا يغيب عن البال ان العملية التربوية مستمرة مدى الحياة وهذا يعني أن المتعلمين ليسوا جميعاً أبناء مرحلة عمرية واحدة مما يتطلب تغيير محاور اهتمام التربوي تمشياً مع خصائص ومطالب إحتياجات المتعلمين في كل مرحلة عمرية .
لقد حظيت الاهداف التعليمية باهتمام بالغ من المربين ، وقد أجمع العاملون في ميدان علم النفس التربوي على ضرورة ان تصاغ الاهداف التعليمية وبخاصة تلك التي تعمل عليها في غرفة الصف بدلالة السلوك الذي ينتظر ان يقوم به الطالب نتيجة حضوره حصة معينه أو تعلمه مادة معينة وهذه لأهداف هي : المعرفة، الفهم ، التحليل، التركيب، التطبيق، التقييم ، المهارات ، الاتجاهات ، وغير ذلك مما سنأتي على تفصيل الحديث فيه .
“إذا درسنا مثلاً أحد أهداف التربية في لبنان والمتمثل بما يلي ” الإيمان بالمثل العليا للمواطن اللبناني نجد أنه ليس من اليسير التاكد من مدى تحققه لدى الطلاب بهذه البساطة لذا يجدر بالمربين ان يتبينوا جوانب السلوك عند الطالب التي تدل على الوصول على الهدف.
– تعريف الهدف التعليمي:
يعرفه روبرت ميجر( كاتب وناقد كندي – 1946) بأنه عبارة عن مجموعه من الكلمات تصف واحدا من المقاصد التربوية .
– يعرفه دي سيكو” بانه يشير الى المنتوج النهائي للعملية التعليمية ويمكن ان نعرفه ايضاً بأنه تحديد السلوك الايجابي يتوقع ان يكتسبه التلميذ نتيجه تفاعله مع موقف تعليمي وتأثره بعناصره ” ، ويمكن ان نقول بأنه عبارة لغوية تصف مطلباً في إحداث تغير متوقع في سلوك المتعلم بحيث يكون السلوك المطلوب قابلاً للقياس وقابلاً للتحقق ويمكن ملاحظته ، فالمعلم يستهدف احداث تغيير مدروس في سلوك المتعلم بعد أن ينتهي من عملية التدريس، وهذا التغيير يمكن ملاحظته في سلوك المتعلم ويمكن قياسه فالأهداف التعليمية تصف عندما تكون مصوغة بطريقة سلوكية ما سوف يقوم به المتعلم بعد الإنتهاء من عملية تدريس ناجحة.

“مستويات الاهداف”

يمكن تقسيم الأهداف التربوية الى ثلاث مستويات :
1- المستوى العام – الاهداف التربوية العامة” وهي اهداف شديدة العمومية والشمولية والتجريد ، وتشير الى تغيرات كبرى منتظرة في سلوك الأفراد وتركز على المتعلم اكثر تركيزها على مايتعلم وخير مثال عليها:
– أ- خلق المواطن الصالح .
– اعداد الانسان المؤمن بالقيم الروحية.
– تنمية المهارات الاساسية في القراءة والكتابة والحساب .
وتعتبر هذه الاهداف بمثابة المحصلة النهائية لعملية للتربية والتعليم والتي يتوقع من النظام التربوي ان يعمل على تحقيقها خلال مراحل التعليم المختلفة ، وتوجد هذه الاهداف عادة كما أوضحنا تحت مسمى يعرف بفلسفة التربية والتعليم.

2- المستوى: الاهداف التعليمية:
وهذا المستوى أقل تجريداً وأكثر خصوصية من الأهداف التعليمية السابقة ..ويشمل هذا المستوى من الاهداف – الاهداف التعليمية العامة والخاصة للمواد الدراسية خلال سنة واحدة وفصل دراسي واحد أو وحدة من الوحدات الدراسية وتوجد هذه الاهداف عادة في كتب اهداف وبرامج المراحل التعليمية او في كتاب دليل المعلم الذي يستنير به في تدريس المادة الدراسية وربما توجد في مقدمات الكتب الحديثة التي توزع على الطلاب .
3- المستوى الخاص : الاهداف السلوكية المحددة:
وهي اهداف محددة تحديداً دقيقاً كما عرفناها في بداية هذه الوحدة وهي قبلة للقياس المباشر وغير المباشر وتتناول سلوكيات او استجابات عقلية حركية انفعالية تظهر في سلوك الفرد فعلا ويسترشد بها المعلم في تدريسه اليومي وتعينه على تقييم طلابه تقييماً تكوينياً وتحقق ماينوي عمله في الحصة الدراسية.
إن صياغة هذه الاهداف من المهمات الاساسية والضرورية للمعلم ، لأن تحقيق هذه الأهداف من خلال الحصص الدراسية سوف يؤدي الى تحقيق الأهداف التربوية الكبيرة في النهاية شريطة توفر البرامج والاساليب والوسائل التعليمية ، سوف نركز على تصنيف لأهداف التعلم عند كل من بنجامين ، بلوم ، كراثوهل ، مأخوذين معاً حيث اعتبر التربوين مثل هذا التصنيف من اهم الأعمال التي تساعد على التعريف بأهداف التعليم بطريقة سلوكية أكثر تحديداً واوسع مدى ، والاهداف بشكل عام مصنفة بموجب النظام الأخير يمكن وضعها في ثلاث مجالات هي:
1- المجال العقلي الإدراكي: ويحوي تلك الأهداف التي تركز على الناحية الفكرية كالمعرفة والفهم ومهارات التفكير.
2- المجال التأثري الإنفعالي الوجداني : ويشمل الأهداف المتعلقة بالعواطف والإنفعالات والرغبات والإتجاهات والتثمين وطرق التكيف .
3- المجال النفس حركي: ويشمل الاهداف التي تركز على المهارات الحركية كالكتابة او استخدام الآلة الطابعه او السباحة ،وتشغيل الماكنات او التي تظهر في الأداء كالقراءة حسب المعنى أو مع التنقيط .
• المجال العقلي الإدراكي: يتكون من وجهة نظر بلوم من حيث فئات :
1- المعرفة 2- الفهم والاستيعاب 3- التطبيق 4- التحليل 5- التركيب 6- التقييم.
* المجال الانفعالي الوجداني: وصنف كراثوهل ورفاقه الاهداف في خمس فئات :
1- الاستقبال 2- الاستجابة 3- التقييم 4- التنظيم 5- التمييزالمستند الى بناء قيمي.
* المجال النفس حركي ” الادائي” مع ان الاهداف المتوخاة في هذا المجال تتداخل مع الاهداف بتصنيفاتها المختلفة في المجالين العقلي والانفعالي إلا انها تمثل اهدافاً رئيسية في كثير من الحالات
1- مهارات الأداء في القراءة . 2- مهارات الاداء في الكتابة 3- مهارات الأداء في العلوم … وقد أكد ديف في تصنيفه للأهداف في هذا المجال على مدى التآزر النفس حركي وتدرجه بشكل يقود من مجرد المحاكاة غير الواثقة ويبدأ هذا التصنيف :1- المحاكاة 2- المعالجة 3- الاحكام 4- التفصيل 6- التطبيع.

إن الأهداف التعليمية عبارة عن بيانات ملموسة ، تعبرعن الغايات التي يسعى إليها التعليم ، وتلعب دوراً مهماً في كل عمليتي التعلم والتعليم ، هناك عدة مستويات مختلفة أو نتائج تعليمية مختلفة لابد من التمييز بينها ، وفي حال عدم وعي المدرسين والمدربين لهذا الأمر فإنهما على الأرجح سيركزون على مستوى واحد فقط مما يسبب الضرر لباقي المستويات ، مثال: فقد يقوم المدرب بتعليم المتدربين كميات كبيرة من المعلومات الحقيقة ولكن دون تعليمهم كيفية تطبيقها او تركيبها ، أو قد يقوم بتعليمهم مهارات تفكير عالية دون ان يدرك ان هذه المهارات تتطلب معرفة مهارات اساسية مسبقة.
بالإضافة الى انه ليس من غير المألوف رؤية مدرس يريد من طلابه تعلم مهارات تفكير عالية ، فيقوم بإعطائهم اسئلة تتطلب مهارات متدنية المستوى ، ينبغي تعليم واختبار المهارات بمختلف مستوياتها بطرق مختلفة ، ولذلك فمن المهم للمدرسين ولمصممي التعليم الأخذ بالحسبان المستويات والنتائج المختلفة للتعليم.
يعتبر تصنيف بلوم لأهداف التعلم من اشهر النماذج التي تصف مستوى الأداء الإدراكي :
المجال الإدراكي:
– المعرفة : تذكر مواضيع تم تعلمها مسبقاً
علم النفس التربوي : أعط تعريفا للعقوبة.
الرياضيات: أذكر المعادلة الخاصة بحساب مساحة الدائرة.

– الفهم: إدراك معنى الموضوع.
علم النفس التربوي: أعد صياغة تعريف العقوبة بكلماتك الخاصة ، وقم بالإجابة عن الأسئلة حول معنى العقوبة .
الرياضيات: بعد اعطائك المعادلة الخاصة بحساب مساحة الدائرة ، قم بإعادة صياغتها بكلماتك الخاصة.

– التطبيق: استخدام المعلومات في حالات معينة ملموسة.
علم النفس التربوي: بإعطائك قصة تشرح حالة تعليمية ، حدد أمثلة للعقوبة.
الرياضيات: إحسب مساحة دائرة حقيقية .
– التحليل: تجزئة المادة إلى أجزاء.
علم النفس التربوي : بإعطائك قصة تشرح حالة تعليمية ، قم بتحديد الاستراتيجيات النفسية المستخدمة بشكل معتمد او غير معتمد.
الرياضيات: بإعطائك مشكلة في كلمة رياضيات ، قم بتحديد الاستراتيجيات اللازمة لحلها .

– التركيب: وضع الاجزاء مع بعضها البعض لصنع – لتشكيل – الكل.
علم النفس التربوي : قم بتطبيق الاستراتيجيات التي تم تعلمها ضمن علم النفس التربوي باسلوب منظم لحل مشكلة تعليمية معينة.
الرياضيات: قم بتطبيق ودمج استراتيجيات مختلفة متعددة لحل مشكلة رياضية.
– التقييم: الحكم على قيمة منتج ما وذلك بالنسبة لهدف معطى ، باستخدام معيار محدد.
علم النفس التربوي :قم بمراقبة مدرب آخر أو نفسك وحدد أداء التدريب من ناحية التطبيق المناسب لمبادئ علم النفس التربوي..
الرياضيات: عندما تنتهي من حل مشكلة ما أو عندما يحل زميلك مشكلة، حدد الدرجة التي تم بها حل المشكلة وبالفاعلية الممكنة.

• المعرفة: استذكار المعلومات ، وتمثل ادنى المستويات الموجوده في تصنيف بلوم ، وهذه الخطوة تاتي أولاً وتؤمن اساساً لكل النشاطات الإدراكية المعرفية الأعلى ، فبعد ان يتمكن المتدرب من استذكار المعلومات ، يمكنه التحول الى الفهم “تقديم معنى المعلومة” والمستوى الثالث هو التطبيق الذي يشير لاستخدام المعرفة أوالمبادئ في حالات جديدة او في الحياة اليومية ، ويقوم المتعلم ضمن هذا المستوى بحل المشاكل العملية من خلال تطبيق المعلومات المفهومة من المستويات السابقة ، اما المستوى الرابع فهو مستوى التحليل وهو عبارة عن تجزئة المعلومات المعقدة الى اجزاء أبسط ، حيث تم تعلم هذه الأجزاء الأبسط في المراحل السابقة ، والمستوى الخامس هو التركيب ويتألف من عملية خلق شيء لم يكن موجودا من قبل ، وذلك من خلال دمج المعلومات التي تم تعلمها في المستويات الأدنى ، والتقييم هو المستوى الاعلى في تصنيف بلوم ، ويتألف من الأحكام الصادرة المعتمدة على المستويات السابقة من التعلم وذلك بالحكم على قيمة نوع ما وذلك بالنسبة لهدف معطى باستخدام معيار محدد، غالباً مايستخدم المدرسون مصطلح تطبيق بشكل خاطئ ، فهم يزعمون ان قيام التلميذ باستخدام اية معلومات وبأية طريقة هو مثال عن مستوى التطبيق في تصنيف بلوم وهذا خاطئ .

أضف تعليق